في هذه المقالة
ملكية الوحدات السكنية هي مفهوم قانوني يحكم إدارة المباني الجماعية حيث يتقاسم أصحاب متعددون ملكية نفس الوحدة. في تونس، تخضع طريقة إدارة العقارات هذه لقوانين وأنظمة محددة تحدد حقوق وواجبات أصحاب الوحدات السكنية. في هذه المقالة، يستكشف المنظر بشكل موسع التشريعات التونسية المتعلقة بالوحدات السكنية، ويسلط الضوء على حقوق ومسؤوليات الأطراف المعنية.
I- السياق التشريعي: القانون التونسي المتعلق بالملكية المشتركة
يعتمد الإطار التشريعي المنظم للملكية المشتركة في تونس في المقام الأول على القانون عدد 70 لسنة 2005 المؤرخ في 27 يوليو 2005. والهدف الأساسي لهذا التشريع هو تنظيم العلاقات بين أصحاب الوحدات المشتركة وتحديد قواعد إدارة المناطق المشتركة والخاصة داخل المباني الجماعية. ومن خلال إقامة توازن بين حقوق الملاك الفردية والمصالح الجماعية، يهدف القانون إلى ضمان حسن سير الوحدات السكنية مع توفير آليات لحل النزاعات المحتملة بين السكان. فهو يضع مبادئ توجيهية واضحة لإدارة المساحات المشتركة والخاصة، وضمان التعايش المتناغم.
علاوة على ذلك، يمنح التشريع التونسي المتعلق بالملكية المشتركة أصحابها حق المشاركة في الاجتماعات العامة، والتصويت على المسائل الحاسمة، والطعن في القرارات في حالة الخلاف. ويهدف هذا الإطار القانوني، الذي يعزز الشفافية والمساءلة، إلى خلق بيئة مواتية للحياة المجتمعية، حيث يساهم كل مالك في الرفاه الجماعي مع الحفاظ على حقوقه الفردية. وبالتالي، يشكل قانون 2005 الأساس الأساسي للوحدات السكنية في تونس، حيث يحدد علاقات ومسؤوليات المالكين ضمن هذه الهياكل العقارية المشتركة
ثانياً- أسس حقوق مالكي الوحدات السكنية
يتمتع أصحاب الوحدات السكنية بمجموعة من الحقوق الأساسية الأساسية ضمن الهيكل العقاري المشترك. أولا، يتمتع كل مالك بحق حصري في الملكية الخاصة لمسكنه، سواء كان شقة أو منزلا فرديا. يمنح هذا الحق الملكية الكاملة للوحدة المحددة. علاوة على ذلك، يتم تشجيع المشاركة النشطة، مع الحق في المشاركة في الاجتماعات العامة للعمارات، والمنتديات الحاسمة حيث يتم اتخاذ القرارات المؤثرة فيما يتعلق بإدارة المبنى.
ويستفيد أصحاب الوحدات السكنية أيضًا من الحق في الحصول على المعلومات، مما يضمن الوصول إلى التفاصيل المتعلقة بالإدارة اليومية والنفقات والعمل الجاري والقرارات المعتمدة خلال الاجتماعات العامة. وهناك امتياز مهم آخر وهو حق التصويت خلال هذه الاجتماعات، مما يوفر لكل مالك صوتًا في القرارات الحاسمة المتعلقة بالميزانيات والعمل واللوائح الداخلية. أخيرًا، في حالة عدم الاتفاق مع القرار المتخذ داخل المجمع السكني، يحق لكل مالك الطعن في هذا القرار أمام السلطات المختصة، وبالتالي ضمان آلية انتصاف عادلة.
لا تحدد هذه الحقوق الأساسية الوضع الفردي لكل مالك داخل المجمع السكني فحسب، بل تساهم أيضًا في إقامة توازن بين استقلالية السكان وضرورة الإدارة الجماعية المتماسكة.

ثالثا-الالتزامات الأساسية لأصحاب الوحدات السكنية
يلتزم أصحاب الوحدات السكنية بواجبات حاسمة لضمان حسن سير العمل في الوحدات السكنية. أولاً، يجب عليهم المساهمة مالياً في النفقات العامة، بما في ذلك الصيانة والأمن والأعمال الضرورية. يعد الالتزام باللوائح الداخلية التي تحكم الحياة المجتمعية والجداول الزمنية أمرًا ضروريًا أيضًا. تعد المشاركة النشطة في الاجتماعات العامة واجبًا أساسيًا للتأثير على القرارات الرئيسية. كل مالك مسؤول عن الحفاظ على منطقته الخاصة، بما في ذلك الأعمال الضرورية المتعلقة بالسلامة. وأخيرًا، يعد احترام حقوق أصحاب الوحدات السكنية الآخرين أمرًا بالغ الأهمية، مما يستلزم تجنب أي سلوك يضر بالحياة الجماعية.
تهدف هذه الواجبات، التي تعد جزءًا لا يتجزأ من إطار العمل المشترك، إلى إنشاء بيئة متناغمة تكون فيها مساهمة كل فرد أمرًا حاسمًا لاستدامة ورفاهية المجتمع.
IV-رهانات وتحديات ملكية الوحدات السكنية في تونس
على الرغم من الإطار القانوني المحدد جيدًا، يمكن أن تواجه الوحدات السكنية في تونس بعض التحديات. وتشمل القضايا الرئيسية إدارة النزاعات بين المالكين، وجمع الرسوم المشتركة، وإجراء أعمال الصيانة اللازمة للحفاظ على المبنى.
ويمكن تسهيل حل النزاعات من خلال الوساطة، وإذا لزم الأمر، اللجوء إلى اللجوء إلى القانون. يعد التواصل المفتوح والشفافية ضروريين لمنع سوء الفهم وتعزيز جو التعاون بين المالكين.
يشكل تحصيل الرسوم المشتركة تحديًا ثابتًا، مما يستلزم آليات فعالة لضمان مساهمة كل مالك في نفقات تشغيل المجمع السكني.
فيما يتعلق بأعمال الصيانة، يعد التخطيط والتنفيذ التعاوني أمرًا ضروريًا، مع مراعاة احتياجات جميع المالكين
V-الاستنتاج الخامس
تعتمد ملكية الوحدات السكنية في تونس على إطار قانوني قوي يحدد بوضوح حقوق ومسؤوليات المالكين. تتطلب إدارة الوحدات السكنية الفعالة التعاون والمشاركة الفعالة من جميع الأعضاء. من خلال الالتزام بالقوانين الحالية وتبني نهج تعاوني، يمكن للمالكين ضمان التشغيل السلس لممتلكاتهم الجماعية والحفاظ على قيمة استثماراتهم العقارية